بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد ... أحبتي في الله ...
اللهم
إنا نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد أن تنظر إلينا في ساعتنا هذه فتنزل علينا رحمة من عندك وحنانا من
لدنك تغنينا بها عن رحمة وحنان من سواك .
اللهم
ندعوك وقد اصطفيتنا بالإسلام ، ومننت علينا بنعمة الإيمان ، فلا تحرمنا
لذة القرب منك ، ولا لذة الشوق إلى لقائك ، واجعلنا ممن قد رضيت عنهم بمحض
برك وفضلك وجودك وإن كنا على يقين بأنا لا نستحق ذلك .
أحبتي ..
تتمة
للحلم الإيماني الذي تحدثنا عنه بالأمس ، قرأ إمام الحرم الشريف في صلاة
العشاء خواتيم سورة الأحزاب ، وكأني أسمعها للمرة الأولى : " يا أيها
الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا "
تُرى هل يمكن أن تكون في يوم من الأيام عند الله وجيه ؟؟؟؟
موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : المُحَب المُحِب اختصه الله فقال : " وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني "
موسى وقف لله موقفًا ربما لم يقف مثله كثير ، وقف أمام من ادعى الألوهية ليشهد بالتوحيد ، فكان كريمًا على الله ، وجيهًا عند الله .
فكِّر معي : ما العمل الذي ستبذله - ونحن في فترة الاستعداد لرمضان وفي انتظار جني الثمرات - لتنال الوجاهة عند الله ؟ما الهدف الإيماني الكبير الذي يبلغك تلك المعالي ؟؟هل ستكتب عنده من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لأنهم حققوا معاني الإيمان والتقوى ؟؟ " الذين آمنوا وكانوا يتقون "
هل ستبذل الغالي والنفيس في طلب رضاه في أي عمل تجيده لتنصر دينه وتنصر رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
هل ستتحقق فيك علامات المحب الصادق فتبلغ تلك المنزلة العالية ببذلك وتضحيتك من أجل أن يحبك ؟؟
هل سيراك حين تقوم فيجدك من أكثر عباده شوقًا له ، حبًا له ، تملقًا له ، يرى قلبك يرتجف ويتعطش لوده فتدخل فيمن قال فيهم : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا "
كيف تبلغ ذلك الحلم ؟؟؟؟ فكر وتدبر ، وسجل حلمك وضعه نصب عينك ، واسأل ربك أن لا تموت حتى تبلغه اللهم اجعلنا عندك من خاصة أوليائك والوجهاء عندك بمحض فضلك يا أرحم الراحمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وكتبه
هاني حلمي