بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد .. أحبتي في الله ..
معلوم أنَّ شهر رمضان له خصوصية بالقرآن، كما قال تعالى : "شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِي أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ"[البقرة:185]
فيا ترى ما حلمك هذا العام بالنسبة لقراءة القرآن في رمضان ؟؟؟كم ختمة تريد أن تختمها في هذا الشهر الفضيل ؟ لو أردت أن تكون من صفوة العبَّاد الذين يقرأون كتاب الله آناء الليل والنهار ، فلابد من بذور رجبية من الآن ؟نريد أن نتدرج بمعنى أن نضاعف ورد القرآن في رجب وشعبان ، ونضاعفه ثانية في رمضان .مثلا
: أنت تختم كل شهر ، نريد أن تختم ختمين ( يعني تقرأ جزئين يوميا وتختم كل
أسبوعين ) في رجب ، ثمَّ تزيد ختمة في شعبان فتختم كل عشر .حتى يصل بك الأمر أن تختم كل أسبوع في رمضان ، وهو هدي أغلب السلف .لا أنت كنت لا تختم القرآن إلا نادرا أو قليلا ، هيا اختم ختمة في رجب ، وختمة ونصف في شعبان ، وختمتين في رمضان .أنت تريد المعالي : اختم كل عشر في رجب ، وكل أسبوع في شعبان ، وكل ثلاث في رمضان .وفي هذا فليتنافس المتنافسون :انظر
لأحوالهم واشحذ همتك ، وقل : أيظن سلفنا الصالح أن يستأثروا بالخير دوننا
، كلا والله لنزاحمنهم في كل باب ، ووالله لنكونن إن شاء الله من السابقين
بالخيرات ، فإذا كان السابقون ثلة من الأولين وقليلًا من الآخرين ، فإن
شاء الله لن نرضى بالدنية وسنكون من أولئك القليل ، ولم لا ؟؟؟
من أحوال السلف في القراءة :كان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها .
فكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث.
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل
على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع
العبادة وأقبل على قراءة القرآن.وكان
الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب
والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ .
وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.
وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.
وكان الإمام البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.
وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف
وقال
القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): وكان مواظباً على
صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم،
ويعتكف في المنارة الشرقية.
ملاحظة : وقال
ابن رجب: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على
ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها
من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان
والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم،
كما سبق. [ انظر : لطائف المعارف ] .
ابتدأ سباق : اقرأ وارق ورتل ، فمن سيقول : لن يسبقني إلى الله أحد ؟؟؟؟؟؟؟؟