محيط - وكالات
[فاروق حسني]
فاروق حسني
القاهرة: شن عدد من المثقفين المصريين هجوما حادا وغير مسبوق ضد وزير الثقافة فاروق حسني على خلفية تصريحاته لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أبدى فيها استعداده لزيارة إسرائيل لحل أزمة معارضتها ترشيحه لرئاسة منظمة "اليونسكو"، واتهموه بمحاولة إرضاء إسرائيل لتحقيق مصلحته الشخصية.
وأعرب المثقفون عن إدانتهم لتصريحات حسني وقالوا: "إن مجرد إجراء حوار مع صحيفة إسرائيلية هو تطبيع مع عدو مغتصب لأراض عربية، وهذا خروج عن موقف المثقفين المصريين الرافضين للتطبيع وكان يُفترض أنّ فاروق حسني ملتزمٌ به".
ورأى البيان، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "تصريحات الوزير هي إهدار لمسيرة 21 عاماً من المقاومة الشعبية وشبه الرسمية من المؤسسات الثقافية المصرية لمحاولات الاختراق الصهيوني الثقافي".
وأضاف البيان الذي شارك في صياغته وكتابته 25 مثقّفاً من أبرز المثقّفين المصريّين، أنّ إعلان الوزير استعداده لزيارة إسرائيل ووعده بتحقيق المصالحة بينها وبين العالم العربي "خضوع ذليل للابتزاز الإسرائيلي من أجل مصلحة شخصية للوزير".
ومن أبرز موقعي البيان: بهاء طاهر، صنع الله إبراهيم، جمال الغيطاني، محمد البساطي، سيد البحراوي، أمينة رشيد، شيرين أبو النجا، حلمي سالم، عواطف عبد الرحمن، بشير السباعي، شعبان يوسف، منى أنيس، عزت القمحاوي، محمود عبد الفضيل، مكاوي سعيد، فتحي إمبابي، صلاح السروي، ماجدة أباظة، سعيد النشائي، جورج إسحاق، نادر فرجاني، يحيى فكري، إيمان يحيى، أحمد الجمال، محمد منير مجاهد، عماد عطية.
وبهذا البيان يخسر فاروق حسني تأييد عدد كبير من المثقفين المصريين الذين كانوا قد أعلنوا قبلاً تأييده للوصول إلى المنصب.
[جمال الغيطانى من أبرز الموقعين على البيان]
جمال الغيطانى من أبرز الموقعين على البيان
وقال الروائي المصري جمال الغيطاني إن "فاروق حسني ظل لسنوات يعلن أنه ضد التطبيع، ثم نفاجأ بحديث طويل مع صحيفة إسرائيلية، ولكن إذا لم يكن الحديث إلى صحيفة إسرائيلية تطبيعاً كاملاً، فماذا يكون التطبيع إذن؟".
وهذه أوّل حملة يتعرّض لها فاروق حسني من المثقفين، إذ لم يجتمع قبلاً مثل هذا العدد، حتى أثناء أزمة بني سويف، عندما احترق قصر ثقافة بني سويف منذ ثلاث سنوات مع 50 مسرحياً في داخله.
يشار إلى أن السفير الاسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين نقلت عنه تصريحات صحفية في سبتمبر/ أيلول 2007 قال فيها إن الوزير فاروق حسني لن يتمكن من الفوز بمنصب الأمين العام لليونسكو في 2009 من دون مباركة وقبول إسرائيل.
مما استدعى ردا من حسني جاء فيه: "إذا كانت إسرائيل تقف وراء عدم فوزي بالمنصب الدولي فهذا شرف لي، على الرغم من أهميته لمصر والعرب واستحقاقي له".
وأضاف قائلا: "إن السفير الإسرائيلي يؤكد في تصريحاته أنه لا يعرف الفرق بين ما يدافع به الإنسان، مسئولاً أم مواطناً عربياً معبراً عن وطنه، ولا يدرك الأبعاد الدولية لمنصب مدير عام “اليونسكو”.
وزاد قائلا إن نظيرته الإسرائيلية السابقة شالوميت ألوني سبق أن سألته عن رفضه للتطبيع فأكد لها أن الثقافة سلاح عظيم تنتعش بالسلام، وليس العكس، وأن الرئيس الإسرائيلي الأسبق عيزرا وايزمان طرح عليه تساؤلا مماثلا فأكد له أن هذه رغبة المثقفين المصريين، وأنه خادم لهم.