[b][color:b17a=#[size=24]244228]
[size=24]أختاه ... إن للتبرج والاختلاط أسبابا كثيرة قد يوجد في أنفسنا بعضا منها
ونحن لا نعلم فلنفتش في أنفسنا ولنتبين أحوالنا لعلنا نتخلص منها ومن أهم
هذه الأسباب :
1- ضعف الإيمان في النفوس فالإيمان الصادق إذا تمكن في القلب ظهرت آثاره
على الجوارح فيتقيد المتصف به بأوامر الله ونواهيه ، وإذا ضعف الإيمان في
النفوس استحسنت القبيح واستقبحت الحسن وصار المعروف عندها منكراً والمنكر
معروفاً ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
2- تقاعس المسلمين عن الدعوة إلى الله وكسلهم عن القيام بواجب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وتثاقلهم عن القيام بفريضة الجهاد في سبيل الله
حتى تركت الواجبات وارتكبت المنهيات و (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس) (الروم : 41) .
3- قلة العلم الشرعي وظهور الجهل وقلة العلماء العاملين بعلمهم الذين
يحملون القدوة الحسنة لمجتمعاتهم وكثرة الجهال الذين يحملون القدوة السيئة
لهم .
4- سوء التربية والتوجيه والتعليم أولاً من جهة الآباء لجهلهم وغفلتهم أو
استهتارهم ، وثانياً من جهة المدرسة التي لا تضم الموجهين الأكفاء ديناً
وعلماً وخلقاً وسلوكاً من الرجال والنساء .
5- وسائل الدعاية والنشر من الصحف والمجلات والإذاعات المشجعة للتبرج والسفور والاختلاط .
6- نظرة أكثر الناس إلى أوربا وأمريكا وأنها في نظرهم المثل الأعلى في
الحضارة والتقدم فيحاولون تقليدهم في كل شيء ويظنون أن الأمة إذا تبرجت
واختلطت وانحلت صارت قوية مثل أوربا وأمريكا، وما علموا أن القوة لله
جميعاً (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ) (يس:82) وفي قصص الأمم الماضية في نجاة المؤمنين وهلاك
الكافرين في القرآن لنا عظة وعبرة حيث أهلكهم الله في الدنيا وأعد لهم
عذاب النار في الآخرة لما كفروا به وعصوا رسله ولنتأمل قول الله تعالى :
(وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً
مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ
رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه : 131) وقوله تعالى (وَلا تَحْسَبَنَّ
اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم : 42) وقوله تعالى (لا
يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ
قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) ( آل عمران :
196 -197) . فحذار من التقليد الأعمى وحذار من تقليد الغربيين والشرقيين
من الكفرة والمشركين أعداء الله ورسوله وكتابه ودينه وأعداء المسلمين . [/size][/[/size]b]