كوبنهاجن: يثير "الحجاب" جدلا منذ سنوات عدة في الدنمارك وقد عاد الى
الواجهة في الفترة الأخيرة مع مشروع للحكومة الليبرالية - المحافظة يرمي
الى منع القاضيات من وضعه.ومع انتخاب طالبة عراقية " ملكة للحجاب
2008 "، تجدد الجدل الاسبوع الماضي حول الحجاب في هذا البلد الاسكندينافي
حيث يشكل الاسلام ثاني ديانة بعد البروتستانتية مع 200 الف مسلم من اصل
5.4 مليون نسمة، اي 3.5 في المئة من السكان.وكان الهدف من
المسابقة، وهي الاولى من نوعها في الدنمارك، اطلاق نقاش حول الحجاب في
صفوف الشباب، الا انه اثار موجة من الانتقادات من كل الجهات.ورأى
البعض فيها تمجيدا لرمز يقمع المرأة، في حين اتهم بعض الائمة المنظمين،
وهي هيئة الاذاعة الدنماركية العامة، بتقليل الاحترام تجاه المسلمين.واتى
هذا الجدل ليغذي النقاش حول وضع القاضيات للحجاب وهو مسألة تنقسم حولها
الدنمارك، الحليف الكبير للولايات المتحدة والتي استهدفت سفارتها اخيرا
باعتداء قاتل اعلنت «القاعدة» مسؤوليته عنه في اسلام اباد.وحسمت
وزيرة العدل ليني اسبيرسن القضية، معتبرة ان " القاضيات يجب ألا يرتدين
الحجاب او اي رمز اخر مثل الصليب المسيحي او القلنسوة اليهودية او عمامة
السيخ"، مؤكدة ان " القاضي يجب ان يكون محايدا وغير منحاز".وهدف هذا الموقف الى مواجهة ادارة المحاكم التي لا ترى مانعا في ان تتحجب القاضيات مع ان البلاد لا تضم اي قاضية مسلمة حتى الان.وتنقسم
الحكومة كذلك حول هذه المسألة مع استفزازات من قبل حزب " الشعب" الدنماركي
(يمين متطرف). فقد نشر هذا الحزب، وهو ثالث اكبر حزب في البلاد والحليف
البرلماني الرئيسي للحكومة، اعلانات في الصحف تظهر قاضيات مسلمات محجبات
وتدعو الى "عدم اسلمة" البلاد.وهذا الحزب الذي بنى شعبيته على
حملته ضد الاسلام، ساهم في وضع سياسة الهجرة منذ مشاركته في السلطة العام
2001 وسبق ان احتج على ارتداء الحجاب في البرلمان.