واشنطن: اتهمت منظمة أمريكية يمينية تقوم بمراقبة الجامعات الأمريكية
المدارس العربية والإسلامية بأنها تروج لما وصفته بـ"الجهاد الناعم"، الذي
يسعى إلى "تدمير الديمقراطيات الغربية من دون إطلاق طلقة واحدة"، كما حذرت
مما وصفته بـ"الأموال و نفوذ المملكة العربية السعودية" في المدارس
الأمريكية.حيث حذرت منظمة "كامبس ووتش" (مراقبة حرم الجامعات)،
التي تلاحق المدارس العربية والإسلامية وأساتذة الجامعة الأمريكيين
المنتقدين لإسرائيل، من أن "الإسلاميين أصبحوا يقومون بما أصبح يُعرف
بـ’الجهاد الناعم‘ في حجرات الدراسة في أمريكا، وأصبح الأطفال في التعليم
الأساسي هم أول الضحايا".وقالت المنظمة، التي يرأسها الكاتب
الأمريكي المتطرف دانيل بايبس المعروف بعدائه للعرب والمسلمين، إن
"الإسلاميين، أو هؤلاء الذين يعتقدون أن الإسلام نظام سياسي وديني يجب أن
يهيمن على جميع الأديان الأخرى، يركزون بشكل أقل على ما هو عسكري وبشكل
أكبر على ما هو أيديولوجي".وأضافت المنظمة، في بيان حصلت عليه
وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "لقد اتضح أن الديمقراطيات الغربية
الليبرالية يمكن تدميرها من دون إطلاق طلقة واحدة".وحذرت المنظمة
من أن " التعليم العام في أمريكا يواجه اعتداء، سواء في الكتب المدرسية أو
المناهج أو تدريبات الفصول الدراسية أو عروض الأفلام أو المتحدثين أو
تدريب المدرسين".وتتبعت المنظمة العديد من الأنشطة التي قامت بها
بعض المدارس الأمريكية والتي اعتبرتها المنظمة تحض على التطرف، رغم أن
الكثير منها لم يتعد كونه تعريفا بالإسلام.حيث أشارت المنظمة إلى قيام مدرسة فريندزوود الإعدادية بمدينة هيوستن بولاية تكساس بتنظيم عرض للتوعية بالإسلام.وتضمن
العرض، بحسب الطلاب، حديثا عن وجود إله وحد، هو الله، وأن "آدم ونوح
والمسيح أنبياء"، كما تمت الإشارة إلى أركان الإسلام، والحديث عن الصلاة
في الإسلام، وهو ما ازعج النشطاء في اليمين الأمريكي المحافظ وحركة "حداثة
الصهيونية" او "نيو زايونيزم".وقالت المنظمة إلى أن الكتب الدراسية المستخدمة في المدارس العامة الأمريكية عن الإسلام والتاريخ الإسلامية مثيرة للجدل أيضا.وقالت
المنظمة إن المملكة العربية السعودية تقوم "بتمويل الكتب المدرسية
والمناهج" إضافة إلى مشاركة السعوديين في "تمويل وتصميم التدريب لمدرسي
المدارس العامة"، وهو ما اعتبرته يساهم في ترويج ما وصف بانه "الوهابية"
في الولايات المتحدة على حد زعمها.ودعت المنظمة إلى الحد من تأثير
المملكة العربية السعودية في المناهج التي يتم تدريسها في المدارس العربية
والإسلامية في أمريكا معتبرة أن "الأموال السعودية والنفوذ السعودي جزء من
المشكلة" على حد تعبيرها.وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع تقرير صدر
عن اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية دعاء وزارة الخارجية
الأمريكية إلى إغلاق "الأكاديمية الإسلامية السعودية"، بولاية فرجينيا
الأمريكية وإلزامها بإتاحة مناهجها للمراجعة.واتهمت اللجنة، وهي
هيئة أمريكية شبه حكومية مرتبطة باليمين الديني الأمريكي، المناهج
السعودية التي يتمت تدريسها في الأكاديمية الإسلامية السعودية بترويج
"التعصب الديني والعنف المبني على الدين".