محيط - وكالات
[الكاتب الامريكي توماس فريدمان]
الكاتب الامريكي توماس فريدمان
القاهرة: حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من تأثير ارتفاع الأسعار علي مصر، وقال إن عدداً كبيراً جداً من المصريين يعيشون علي حافة الفقر، خاصة في ظل أزمة الوقود وأسعار الغذاء المتنامية في العالم.
وشبه الكاتب المتخصص بشئون الشرق الأوسط في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية"، الزيادة المستمرة في الأسعار بـ "الجراد أو الطاعون الذي يلتهم كل دلتا النيل"، مشيرا إلى أن بعض المصريين يمكنهم الآن العيش كالأمريكيين تماماً، إلا أن المزيد منهم لا يمكنه العيش حتي كمصريين.
ورصد فريدمان في جولته التي بدأها من حي شبرا الشعبي بالقاهرة إلي مدينة الإسكندرية، معاناة الناس من خلال وقوفه لدي أحد محال الدواجن في شبرا، حيث تزايد إقبال الناس علي شراء الدجاج لعدم قدرتهم علي دفع ثمن اللحم، وبعدما تضاعف سعر الدجاج خلال الأشهر الستة الماضية قلت معدلات شراء الدجاج أيضاً.
وقال فريدمان: "إنه بالنسبة لفقراء مصر الذين يمثلون 40% من تعداد السكان، تصل نسبة الإنفاق علي الطعام إلي 60% من دخل الأسرة، وتأثر هؤلاء كثيرا بارتفاع أسعار القمح التي أدت إلي مضاعفة أسعار الخبز بعد اتجاه الكثير من المزارعين الأمريكيين إلي زراعة الذرة لتصنيع الوقود الحيوي".
وأشار الكاتب إلي أن أعمال العنف والشغب صارت حدثاً يومياً في البلاد بسبب رغيف الخبز، والغلاء الذي "يعصر الجميع".
وأضاف: "من شبرا توجهنا نحو الإسكندرية، وكان الطريق السريع مليئاً بالسيارات"، وتساءل، "كيف يمكن لكل هؤلاء المصريين تحمل نفقات سيارات خاصة؟".
والإجابة من وجهة نظر فريدمان، "أن الحكومة سوف تخصص هذا العام حوالي 11 بليون دولار كدعم للوقود بينما ستخصص حوالي 6 بليون دولار كدعم للتعليم وثلاثة بلايين دولار كدعم للرعاية الصحية، وبذلك فإن إلغاء هذا الدعم سيكون بمثابة كارثة علي المصريين"
كانت دراسة كتبها "ديفيد شنيكر" رئيس قسم السياسات العربية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، أكدت أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية كان له تأثير بالغ على ملايين الفقراء المصريين، مشيرة إلى مقتل 8 أشخاص أثناء محاولتهم الحصول على رغيف الخبز المدعم.
وأضافت الدراسة، حاول نظام الرئيس المصري حسني مبارك الاستجابة بقدر الإمكان لهذه المضاعفات الخطيرة فقرر تعبئة الجيش لتوفير أرغفة الخبز وتم منع تصدير الأرز لمدة 6 أشهر.
وترى الدراسة الأمريكية أن تأثير هذه الإجراءات سوف تكون مؤقتة ولن تعالج أصل الأزمة، فاستمرار الخطر على صادرات الأرز يزيد من حرمان مزارعى هذا المحصول من الحصول على عائد أكبر علاوة على أن الجيش نفسه قد لا يتمكن من السيطرة على أزمة الخبز.
وتقول الدراسة: "إن النظام في مصر بقيادة الرئيس مبارك يواجه أحد احتمالين، الأول يرتبط بتصاعد الاحتجاج الجماهيري لدرجة لايستطيع النظام الوقوف أمامها، ولا ينفع معها الحل الأمني وهنا سوف ينقسم النظام على نفسه ويصبح هناك فريق منه يحاول التغيير لمنع تصاعد الاحتجاج الشعبي وفريق آخر يرفض هذا الاحتجاج.
والاحتمال الثاني، أن تتفكك شبكة المصالح داخل النظام الحاكم في مصر وتتحول إلى شبكات عدة تتنازعها المصالح وتأخذ كل منها موقفا مختلفا، ويبدأ الصراع والتنافس فيما بينها إلى درجة تؤدي إلى ضعف السلطة وتمزقها وضعف قبضة النظام الحاكم.