حكيم زمانه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكيم زمانه

ملتقى الراغبين فى الثقافة الجادة و الحوار الهادف و المعلومة الصحيحة به عدد من الأقسام التثقيفية و الترفيهية و قسم لهواة الأعشاب و ما يتعلق بها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكي بين الاسلام و الطب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كاتم الأسرار
عضو فعال
عضو فعال



ذكر عدد الرسائل : 104
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

الكي بين الاسلام و الطب Empty
مُساهمةموضوع: الكي بين الاسلام و الطب   الكي بين الاسلام و الطب Icon_minitimeالخميس يونيو 26, 2008 3:54 pm

عرفت الحضارة الإنسانية القديمة كالإغريقية والرومانية الكي للجلد dermal cautery كإحدى الوسائل في علاج الأمراض التي تصيب الإنسان, ويؤكد ذلك ما ذكره أشهر أطباء الإغريق مثل هيبو قراط الملقب أبو الطب الذي توفي عام 377 قبل الميلاد في أحد حكمه Sadإذا كانت الأمراض لا تشفيها الأدوية فالجراحة هي علاجها ,وإذا لم تفيد فيها الجراحة فالنار علاجها ,وإذا لم تستطيع النار النار علاجها فهي غير قابلة للشفاء )وقبل فجر الإسلام أكثر العرب وخاصة منهم الأعراب سكان البادية من استعمال الكي في علاج الكثير من أمراضهم نتيجة ندر وجود الأطباء والأدوية لديهم ,ثم جاء الإسلام وكانت المغالاة في استعمال الكي سائدة فَرغبَ الرسول صلى الله عليه وسلم في استعمالات الطرق الشعبية في العلاج ونبه إلى أن الدواء إنما يشفي بإذن الله إذا وافق الداء ,وتطورت في العصر الحديث أدوات الكي واستعمالاته خاصةً بعد اكتشاف أشعة الليزر كوسيلة دقيقة للكي ذات نتائج رائعة في مجالات جراحية مختلفة للإنسان ,وسوف نتعرف في هذا المقال على أنواع الكي وأدواته ورأي الإسلام في النوع التقليدي منه ,وتأثيراته الطبية ثم استعمالات الكي للجلد في الطب الشعبي والطب الحديث .

أنواعه

في عملية الكي للجلد تحترق الأنسجة المعرضة للنار أو للجسم المسخن ,وتفقد الخلايا في منطقة الكي ماءها ثم يحدث فيها تليف, ويمكن تقسيم الكي حسب الطريقة المستعملة فيه إلى عدة أنواع رئيسة هي:

أولاً : الكي الحراري بالنار والمعادن المسخنة كالحديد والكاويات المستخدمة كهربائياً مثل العلاج بالإنفاذ الحراريDiathermy,وهو إحداث الحرارة بواسطة تيارات كهربائية في أنسجة الجسم ,والكي بالوميض الكهربائي والكي بنوعيه أحادي القطب وثنائي القطب ,وتستعمل هذه الطرق في غرف العمليات الجراحية لكي الأنسجة لإيقاف النزيف من الأوعية الدموية نتيجة عمل جراحي أو الإصابة بمرض ,وفي عيادات الأمراض الجلدية وعيادات الأنف والأذن والحنجرة وغيرها .

ثانياً : الكي بالمواد الكيماوية : قد يستعمل فيها حمض السالسليك بتركيز 20 % وأحياناً أقل عند إزالة الثأليل من الوجه أو اليدين .

ثالثاً : الكي بالبرودة الشديدة بواسطة غازات مسيلة :كالأزوت وثاني أوكسيد الفحم وهي تستعمل في علاج بعض الأمراض الجلدية .

رابعاً : الكي بأشعة الليزر ذات التأثير الحراري :وهي أداة دقيقة للكي شاع استعمالها حديثاً في عيادات الأمراض الجلدية وعيادات طب العيون وعيادات أمراض النساء وغيرها .

أدواته

الكي بمفهومه التقليدي هو تعريض منطقة معينة من جلد الإنسان فترة قصيرة للهب النار أو لقطعة معدنية مسخنة إلى درجة الاحمرار, وفضل الأطباء القدامى استعمال الحديد على غيره من المعادن في عملية الكي لارتفاع درجة حرارة انصهاره وبطئ سرعة برودته ,وتستعمل في عملية الكي قضبان حديدية تنتهي ذات أشكال مختلفة حسب المكان المراد استخدامها ودرجة اتساع منطقة الكي,ووصف الطبيب الجراح الشهير أبو القاسم الزهراوي الذي عاش بين 936 و 1013 ميلادية في الأندلس أشكالاً متنوعة من أدوات الكي واستعمالاتها في علاج العديد من الأمراض ,وتختلف تأثيرات الكي حسب درجة حرارة الأداة المستعملة فيه ,فيعمل الحديد المسخن إلى درجة الاحمرار الأبيض كالمشرط فلا يلتصق بالأنسجة التي يكويها بل يقطعها بسرعة لا يوقف النزيف الدموي ,بينما إذا سخن الحديد إلى درجة الاحمرار القاتم فيمكنه اختراق الأنسجة بدرجة أقل ويلتصق بها ويقطع النزيف الدموي لكنه أشد إيلاماً للمريض ,واستبعد الأطباء القد إما استخدام المواد الكاوية في عملية الكي لأن تأثيراتها تتجاوز المنطقة المراد كيها فلا يتحقق هدف عملية الكي في أن يكون تأثيره موضعياً .

رأي الإسلام في الكي

ذكر أئمة رواة الأحاديث النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أقوال شريفة تفاوتت بين الإذن باستعمال الكي الحراري التقليدي والنهي عنه ,ويمكننا تقسيمها على هذا الأساس إلى أربعة مجموعات:

1 - الإذن بالكي وفعله .

2- عدم استحباب اللجوء إليه .

3- الثناء على من تركه .

4- النهي عنه .

وليس هناك تعارض بينها فالإذن بالكي وفعله يعني جوازه ,وعدم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدل على منع استعماله, وأما الثناء على تاركه فيدل على أفضلية تركه وعدم اللجوء إليه ,وأما النهي عن الكي فقد جاء نتيجة مغالاة الأعراب في استعمالاته لعلاج جميع الأمراض ,والاتكال عليه أو على الدواء في الشفاء وليس على الله سبحانه وتعالى فهو وحده الشافي .

الإذن بالكي وفعله

أذن الرسول صلى الله عليه وسلم بالكي كدواء عندما وافق الداء , أي كان له استطباب علمي وجاءت أخبار العلاج بالكي في العهد النبوي من أحاديثه صلى الله عليه وسلم وما ورد عن أصحابه رضي الله عنهم,فقد أباح الرسول صلى الله عليه وسلم استعمال الكي بالنار لقطع النزيف من جرح ,ففي غزوة الخندق أثناء التراشق بالنبال بين المسلمين والكفار أصيب سعد بن معاذ بسهم فقطع أكحله _أي عرقاً في وسط الساعد _فنزف ,فأسعفه الرسول صلى الله عليه وسلم بكي مكان النزيف بنصل محمي على النار ,وجاء ذلك في رواية مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ,قال :رمى سعد بن معاذ في أكحله ,فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص ,ثم ورمت فحسمه الثانية ,والمشقص بكسر الميم :سهم له نصل طويل ,والأكحل :عرق في وسط الساعد يكثر فصده ,كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قوله :بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن أبي كعب طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه عليه ),واستعمل الكي في هذه الحالة لإيقاف النزيف بعد سيلان مقدار كاف من الدم نتيجة عملية الفصد ,ولازالت عملية الكي الحراري تستعمل في الطب الحديث في إيقاف النزيف الدموي من الأوعية الدموية سواء باستعمال أدوات مسخنة بالكهرباء أو بأشعة الليزر ذات التأثير الحراري على النار ,وجاء في صحيح البخاري عن حديث أنس رضي الله عنه _أنه كوي من ذات الجنب والنبي صلى الله عليه وسلم حي ,أي استعمل الكي في علاج الألم الذي اشتكى من جنبه ذلك المرض المعروف حالياً ذات الجنبpleuritis وهو التهاب الغشاء البلوري المحيط بالرئتين,وإنما عرفت ذات الجنب في لغة العرب بأنها كل ألم في جنب الإنسان ,لكن بعد ترجمة الطب اليوناني أصبح أطباء العرب يطلقونها على المراد عند اليونانيين والمعروف حالياً ذات الجنب وقد يسمون غيرها ذات الجنب غير الحقيقية .

كما عولجت اللقوة بالكي ,فأخرج أنس بن مالك في موطئه عن نافع مولى ابن عمر :أن ابن عمر اكتوى من اللقوةِ ورقيَ من العقربِ ),واللقوة :هي داء في الوجه يعوج فيه الشدق ,وفيها يحدث تشنج في الأوعية الدموية المغذية للعصب السابع في الوجه وتعالج حالياً باعطاء المريض جرعات محددة من أحد مركبات الكورتيزون لفترة زمنية معينة غير طويلة, والبرد هو أحد أسباب حدوثها فتسمى حينئذ اللقوة البردية وهي التي استفادت من الكي في العصور القديمة.

عدم استحباب اللجوء إليه

انحصرت إباحة استعمال الكي في علاج الأمراض التي لا يفيد فيها شيء أخر ,ورغب النبي صلى الله عليه وسلم في اللجوء إلى وسائل علاجية أخرى تسبب ألماً أقل للمريض إذا نفعت قبل استخدام الكي فجاء في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة حجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توفق الداء ,وما أحب أن أكتوى ),والمحجم بكسر الميم هو مشرط الحجام, ولذعة: إصابة خفيفة ,وشرطة : ضربة تقطع العرق وتشقه, قال الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري "في شرحه توافق الداء :فيه إشارة إلى أن الكي إنما يشرع عندما يتعين طريقاً إلى إزالة الداء, وأنه لا ينبغي التجربة لذلك ولا استعماله إلا بعد التحقق

الثناء على من تركه

كما أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على الذين لا يلجأون إلى الكي كوسيلة لعلاج كل داء يصيبهم بعد أن شاع عند العرب استعماله في علاج معظم الأمراض ,وجاء في الصحيحين عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ),لايسترقون :لايطلبون من أحد رقية ,لا يتطيرون لا يتشائمون .

النهي عن الكي

قد يكون نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكي لأن العرب أثناء حياته اعتمدوا في تعظيم أمر الكي ,واعتقدوا أنهم لو لم يكووا العضو بطل نفعه ,وأنه هو الشافي من كل داء فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي إذا كان ذلك غايتهم منه ,لأن الله سبحانه هو الذي يشفى من المرض وليس الكي أو الدواء ,فروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الشفاء في ثلاثة :مشرط محجم أو شربة عسل أو كية نار ,وأنهي أمتي عن الكي ),وجاء في جامع الإمام الترمزي عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي فقال: فابتلينا فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا, وفي لفظ آخر :"ونهينا عن الكي", وقال :"فما أفلحنا ولا أنجعنا ",وأن النهي عن الكي في الأحاديث النبوية السابقة ليس على عمومه فانصب النهي على المغالاة في استعمالاته دون وجود استطباب ,فقال ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري "ويؤخذ من الجمع بين كراهية النبي صلى الله عليه وسلم للكي وبين استعماله أنه لا يترك مطلقاً ولا يستعمل مطلقاً بل يستعمل عند تعينه طريقاً إلى الشفاء بإذن الله تعالى ,وعلى هذا التفسير يحمل حديث عفان بن المغيرة مرفوعاُ "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل "رواه الترمزي ,كما أن الاكتواء دون استطباب علمي يعد تعلقاً بالأوهام وهو مناف للتوكل على الله تعالى كما يوضحه الحديثان الشريفان التاليان, قال الرسول صلى الله عليه وسلم برواية الإمام الترمزي عن عفان بن المغيرة "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل" وروى مسلم عن عمر بن حصين قوله :قال النبي صلى الله عليه وسلم "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب قال : ومن هم يا رسول قال :هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون"

إحساس الإنسان بالألم

قبل التعرف على التأثيرات الطبية للكي التقليدي لابد من وصف عملية إحساس الإنسان بالألم وأنواعه, فتوجد في جميع أنسجة الجسم تقريباً نهايات عصبية عارية تعرف بأعضاء الإحساس بالألم وتنتقل نبضات الألم من أحشاء الإنسان أو جلده إلى الجهاز العصبي المركزي في المخ بواسطة نظامين من الألياف العصبية, أي أن هناك طريقين يسلكهما الألم أحدهما بطيء والأخر سريع ,وهذا يعني وجود نوعين من الشعور بالألم ,وعادة يصعب على المريض تحديد موضع الألم في أحشائه وغالباً ما يتشعب الألم أو يظهر في مناطق أخرى فيما يعرف في الطب الحديثrefered pain ,لكن الألم الذي مصدره سطح الجسم لا يكون من هذا النوع, وتكون عملية تحديد المريض موضع ألمه للطبيب ذات أهمية في تشخيص مرضه ,فمثلاُ عند حدوث نقص تروية دموية نتيجة تصلب عضلة القلب يشعر المريض بآلام في الكتفين أو في قاعدة الرقبة أو في عضلات الصدر أو في أسفل الذراع الأيسر ,بينما عند الشكوى من آلام في الأذن فيوحي ذلك للطبيب أن هناك علة أو أكثر في مناطق أخرى من جسم المريض وهي اللوزتان أو الغدة الدرقية أو الأسنان أو الحلق أو اللسان أو مفصل الفك الصدغي ,ويعرف الأطباء كلاً حسب تخصصه مثل هذه المناطق ,وهذا يعني أن شكوى المريض ألماً في منطقة معينة من جسمه لا تعني بالضرورة حدوث شيء غير طبيعي فيها أو ما جاورها وإنما قد يكون في مكان بعيد عنها ,وهناك اختلاف في نوعية الألم الذي يحدث بفعل تنبيه ضار في الجلد أوفي الأحشاء ,فيصعب تحديد موضع الألم العميق الذي يرافقه عادة غثيان وكثيراً ما يحدث فيه تعرق وتغيرات في ضغط الدم ,وإذا تقلصت العضلة بشكل نظامي في وجود كمية كافية من الدم فلا يشعر الإنسان عادة بآلام فيها ,لكن إذا كان الدم محبوساُ فيها فيؤدي تقلصها إلى إحساسه بألم فيها يستمر إلى حين عودة تيار الدم في العضلة إلى حالته الطبيعية ,وإذا تقلصت العضلة التي يوجد فيها دم كاف بشكل مستمر بدون حدوث ارتخاء لها بين حين وآخر, فيشعر الإنسان أيضاً بألم فيها لأن تقلصها المستمر يؤدي إلى ضغط الأوعية الدموية التي توفر الدم لها .

التأثيرات الطبية للكي

يؤدي حرق أجزاء من جلد الإنسان بأدوات الكي التقليدي إلى خروج سيالة عصبية من موضع الكي إلى المخ الذي يترجمها على شكل شعور المريض بألم شديد فيه ,وتختفي شكواه من الألم من الداء الذي إكتوى للشفاء منه ,أي يحجب الألم الجديد بفعل الكي الشعور بالألم الذي عاني منه المريض فيتابه شعور مؤقت بالمعافاة ,ثم تعاوده نوبات المرض الأصلي عند اندمال الجرح الذي أحدثته أداة الكي وشفائه, فيلجأ المريض أحياناً إلى إعادة عملية الكي عدة مرات دون أن يساعد ذلك في شفاء مرضه, وفي كثير من الأحيان يلجأ القائمون بعملية الكي إلى وضع نهاية أداة الكي بعد تسخينها إلى درجة الاحمرار على منطقة الألم في جسم المريض أو على مناطق أخرى يختارونها ,وبلا شك فإن الكي التقليدي يفيد في إيقاف النزيف من الأوعية الدموية عند حدوث تمزق فيها ,وهو لا يزال يستعمل في غرف العمليات الجراحية بعد أن تطورت وسائله وأغراضه .

الأضرار الصحية للكي التقليدي

رغماً عن أننا في أواخر القرن العشرين فلازلنا نرى بعض الناس جُلهم من الأعراب وممن جاورهم من سكان الريف قد اكتوت جلودهم ولم يشفى مرضهم وشوه الكي جمال أجسامهم,وقد يؤدي الألم الشديد نتيجة حرق الجلد بأداة الكي إلى حدوث صدمة قلبية أو صدمة عصبية تسبب حدوث موت مفاجئ للشخص ,كما يعاني البعض بعد الكي مباشرة من زيادة في عدد ضربات القلب ,وتكون الصدمة العصبية الناتجة عن الألم الشديد بفعل الكي ذات خطورة على مرضى القلب خاصة المصابين منهم بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ونقص التروية الدموية للقلب واحتشاء العضلة القلبية ,كما يؤدي حرق الجلد في منطقة الكي إلى حدوث فقد لا يمكن تعويضه في نهايات الأعصاب فتفقد قدرتها على الإحساس بالمؤثرات الخارجية, كما لا ينمو فيها شعر جديد ,وهذا له تأثير أكبر عند كي الرأس ,وهناك حاجة إلى إجراء أبحاث علمية على تأثيرات الكي التقليدي على صحة الإنسان .

الكي في الطب الشعبي

ذكر بعض مشاهير أطباء المسلمين في مؤلفاتهم أدوات الكي واستعمالاتها في علاج العديد من الأمراض مثل أبو القاسم الزهراوي في كتابه "التصريف لمن عجز عن التأليف "وابن سينا في كتابه "القانون في الطب ",وفيما يلي استخدامات الكي التقليدي في علاج أمراض تصيب الإنسان نوردها على سبيل المثال لا الحصر مثل :

وجع الأذن والفالج والصرع والبلاخوليا واسترخاء جفن العين وفي أمراض الرئة وضيق الصدر والسعال وعرق النسا ,واستعمل أيضاً في علاج تقلصات الوجه الإختلاجية المؤلمة التي كان يكوى فيها خلف الصدغ أو ملتقى الشفتين ,كما استخدم الكي في علاج الأكلة والغرغرينا وفي إزالة الزوائد التي تظهر في القدمين وفي إيقاف النزيف الدموي نتيجة قطع شرياني ,كما استعمله البعض في علاج الشقيقة واللقوة وغيرهما ,ولا تزال بعض المجتمعات البدوية في الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية وغيرها يلجأ إلى الكي بشكله التقليدي القديم في علاج العديد من الأمراض ,ويغالي بعض العامة في استعمالاته وارتكاب الأخطاء في إجرائه وتنسج حوله القصص والحكايات .

الكي في الطب الحديث

يستعمل الأطباء عملية الكي داخل غرف العمليات الجراحية وفي العيادات الخارجية بالمستشفيات ,فهناك العديد من أدوات الكي المسخنة كهربائياً التي سبق ذكرها في مطلع هذا المقال والمختلفة في طريقة عملها وفي استخداماتها ,لكنها تشترك عموماً في فائدتها في إيقاف النزيف في الأوعية الدموية وكي الأنسجة ,ويفيد بعضها في إزالة الثآليل التي تظهر على الجلد وفي كي قرنيات الأنف وفي كي رحم المرأة عند إصابته بالتهابات مزمنة ,واستفاد الأطباء من اكتشاف أشعة الليزر ومعرفة فعاليتها السحرية في علاج العديد من الأمراض نتيجة قدرتها الحرارية كأداة للكي فتصل درجة الحرارةِ في بؤرة هذه الأشعة أكثر من عشرة آلاف درجة مئوية ,بينما يقل تأثيرها الحراري بدرجة كبيرة في المناطق المجاورة لسقوطها ,خاصةً كلما بعدنا عنها فتصل درجة حرارتها في بؤرة أشعة الليزر إلى أكثر من عشرة آلاف درجة مئوية, بينما يقل تأثيرها الحراري بدرجة كبيرة في المناطق المجاورة لسقوطها ,وكلما بعدنا عن بؤرة هذا الأشعة ,ويؤدي سقوطها على الخلايا إلى تبخير بين 80 و 90 % من مائها ,ويستعمل الأطباء أشعة الليزر ذات التأثير الحراري المتولدة عن إثارة صبغة نيوديمم ياج أو عنصر الأرجون بعد تجمعها في صورة حزمة ضيقة جداً من الموجات الضوئية ذات الحرارة الشديدة وسقوطها في خط مستقيم على الأهداف المحددة داخل الجسم وخارجه ,ويفيد المنظار الطبي في وصول الليزر إلى مناطق بعيدة داخل الجسم وخارجه وتكون نتائجها العلاجية جيدة في إيقاف النزيف الدموي من قروح في المعدة أو الإثنى عشر أو غيرهما, كما استخدمت حرارة الليزر في استئصال أنسجة الأورام الخبيثة وتبخير الخلايا السرطانية, ويزداد اعتماد الجراحين على هذه الأشعة كوسيلة علاجية لتفوق مزاياها على الطرق الأخرى ,فيؤدي تبخير النموات الخبيثة المسؤولة عن حدوث انسداد جزئي في المريء أو في فتحة الفؤاد للمعدة أو في القصبة الهوائية أو في القولون أو في المستقيم بواسطة أشعة الليزر إلى تحسين الحالة الصحية للمريض وتخفيف آلامه ومعاناته في الفترة الباقية من حياته ,وختاماً يمكن القول أن ما يرويه بعض العامة عن فوائد الكي في علاج بعض الأمراض كالشقيقة(الصداع النصفي ) واللقوة وغيرها يحتاج إلى دراسات علمية دقيقة لإثباته أو نفيه.


د . محيي الدين عمر لبنية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yara
عضوجديد
عضوجديد



عدد الرسائل : 68
تاريخ التسجيل : 14/06/2008

الكي بين الاسلام و الطب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكي بين الاسلام و الطب   الكي بين الاسلام و الطب Icon_minitimeالخميس يونيو 26, 2008 3:58 pm

شكرا اخونا الفاضل ....ربنا يكرمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاتم الأسرار
عضو فعال
عضو فعال



ذكر عدد الرسائل : 104
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

الكي بين الاسلام و الطب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكي بين الاسلام و الطب   الكي بين الاسلام و الطب Icon_minitimeالخميس يونيو 26, 2008 10:54 pm

العفو اخت يارا
ممنون حضورك الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكي بين الاسلام و الطب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حكيم زمانه :: قسم علم الأعشاب (متشعب) :: مساهمات الأعضاء-
انتقل الى: