دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر للأزواج والزوجات الذين يعانون من مشكلات زوجية باكتشافها أن النكد قد يعجل بتدهور الصحة مع تقدم العمر. وعلى الرغم من أن الأبحاث توضح أن المتزوجين عادة ما يتمتعون بصحة أفضل من العزاب إلا أن عددا من الدراسات قالت أن الزواج غير الناجح قد يؤثر بشدة على صحة الإنسان. واكتشفت بعض الدراسات على سبيل المثال ارتفاع معدل الإصابة بمرض القلب وسط الذين لا يشعرون بالرضا عن زيجاتهم.
وتوضح احدث دراسة نشرت في دورية الصحة والسلوك الاجتماعي أن التوتر الناتج عن الزواج غير الناجح قد يسبب تأثيرا مدمرا على صحة كبار السن.
وقالت ديبرا امبرسون التي قادت فريق البحث أن هذه هي أول دراسة على حد علمها تعالج مسالة اختلاف الآثار الصحية للمشاكل الزوجية حسب العمر.
وقالت امبرسون التي ترأس قسم العلوم الاجتماعية في جامعة تكساس اوستن إن هناك أسباباً عدة تجعل كبار السن أكثر عرضة للمشاكل الزوجية.
وقالت أن التوتر المزمن شأنه شأن التدخين يؤدي إلى تأثير تراكمي على الصحة على مر الأعوام. وأضف إلى ذلك حقيقة أن كبار السن هم أكثر عرضة لتلك الآثار بسبب التدهور في وظائف المناعة وارتفاع معدل المشكلات الصحية مثل مرض القلب بسبب التقدم في العمر.
واستعانت امبرسون وزملاؤها ببيانات من دراسة على بالغين أمريكيين بدأت عام 1986. وركز الباحثون على 1049 رجل وامرأة أجريت مقابلات معهم ثلاث مرات على مدار ثمانية أعوام وظلوا متزوجين طيلة هذه المدة.
وأجاب المشاركون في الدراسة على أسئلة بشأن حياتهم الزوجية مثل هل يجعلهم الطرف الآخر يشعرون "بالحب والرعاية" وهل يستمع إلى مخاوفهم أم أنهم كثيرا ما يدخلون في شجار وشقاق.
وطلب منهم أيضا أن يصنفوا الحالة الصحية لهم من اختيارات تبدأ من "سيئة" إلى "ممتازة".
وإجمالا اكتشفت الدراسة أن الرجال والنساء الذين قالوا أنهم يشعرون بتوتر اكبر في حياتهم الزوجية قالوا أيضا أن هناك تدهورا كبيرا في صحتهم بمرور الوقت. ولكن عندما صنف الباحثون المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات أعمارهم 30 و50 و70 عاما وقت بدء إجراء الدراسة اكتشفوا أن المجموعة الأكبر سنا هي التي ظهر عليها التأثيرات الصحية السلبية.
وعلى الناحية الأخرى فان الأكبر سنا فقط هم أيضا الذين بدا عليهم الاستفادة الصحية من الزواج السعيد.
وخلصت امبرسون وزملاؤها إلى أن "الأشخاص الذين يعيشون زيجات بائسة لديهم الآن سبب آخر لتحديد المشاكل الزوجية وتحسين نوعية حياتهم الزوجية... ربما تعتمد صحتهم على ذلك."
وتقول امبرسون إن الاستشارات الزوجية ربما تكون أفضل الخيارات في التعامل مع المشاكل الزوجية ولكنها أوضحت أن كبار السن ربما يكونون اقل استعدادا لتقبل نصائح زواجيه وربما يكونون أكثر استعدادا للحديث مع شخص يثقون فيه مثل كاهن أو قس.